هل الكاربوهيدرات تزيد الوزن؟ ما هي اهمية  البروتين في الحمية؟

الألياف

يهتم الكثير من الناس بالبروتين ويعتقدون أنه مهم لتخسيس الدهون الزائدة في الجسم وإعطائه أهمية أكبر مما يستحق٫ ففي الحقيقة لا يوجد حالة نقص بروتين عند أي شخص يتناول كمية كافية من الأكل، على عكس الألياف فهي العنصر المهم الذي ينقص الكثير من الناس والغالبية لا يعطيه الحرص الذي يستحقه، حيث أن للألياف خصائص كثيرة مهمة ومنها

١. تخلص الجسم من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية الموجودة في شرايين الدم فهي تخفض مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، وإذا استمر الإنسان على النظام النباتي فهو قادر على التخلص من الكوليسترول الضار وبالتالي من الممكن التوقف عن تناول الأدوية المخصصة لخفض مستوى الكولسترول الضار

٢. تخلص الجسم من السموم

٣. تساعد على حركة الأمعاء والإخراج بطريقة سليمة

٤. تساعد الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن المتوفرة في الطعام

٥. تنظم الشهية وتعطي الشعور بالشبع

٦. أثبتت الدراسات أن كثرة الألياف في الطعام تقي الجسم من سرطان الأمعاء الغليظة وسرطان الثدي

الكثير منا لا يتناول كمية كافية من الألياف، ففي الولايات المتحدة الأمريكية غالبية الشعب يحصل فقط على (١٢-١٨ جرام) من الألياف! بينما من المفترض الحصول على  ( ٢٠-٣٥جرام) من الألياف في اليوم على الأقل، فعندما تم تحليل براز إنسان من العصر الحجري، تم اكتشاف أنهم كانوا يتناولون ( ١٠٤ جرام) من الألياف! بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعوب الصينية والإفريقية التقليدية التي لا تعاني من أمراض القلب والسكري والسمنة المفرطة و غيرها من الأمراض فهم يحصلون علي ما بين (٦٠-١٢٠جرام) من الألياف

النظام النباتي مفيد وصحي والنباتيون يعمرون أكثر من غيرهم، كما أن عدد المرات التي يصابون فيها بالمرض قليلة جداً، فالتغذية النباتية بإمكانها أن تساهم في عملية الشفاء والوقاية من أمراض القلب والشرايين والسمنة ومعظم أنواع السرطان وضغط الدم العالي والسكري النوع الثاني وحصوات الكلى وأمراض أخرى مزمنة

الأمر الذي يتبين هو أن عدم تناول عدد كافي من الألياف والكربوهيدرات يجعلنا نشعر بالجوع في غالب الوقت ونعاني من شهية مفرطة مما يؤدي إلى الإفراط في الأكل ثم إلى المعاناة من عقد نفسية مع الطعام والشعور بالذنب بعد الأكل وكره الطعام وحبه بالوقت ذاته. فإن الإنسان بطبيعته يفضل الكربوهيدرات لأنها هي المصدر الرئيسي المتوفر بكثرة للإنسان لاستمداد الطاقة منه ففكر بالأمر، غالبية الشعوب تعتمد على الأرز أو القمح أو الشعير أو التمر أو البطاطس أو الكينوا كمصدر للطاقة، بالإضافة  إلى أن الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة للإنسان، فهي المصدر الرئيسي للطاقة التي يفضلها الدماغ، بالإضافة إلى أنه بعكس المعتقد؛ فإنه يصعب للجسم تخزين الكربوهيدرات إلى دهون في الجسم ولكي يتم تخزينها كدهون فهذا يتطلب كمية عالية من الطاقة، بعكس الدهون فهي يتم تخزينها بسهولة كدهون في الجسم عند تناول أكثر من ما يحتاجه الجسم منه، بالطبع الدهون مهمة لجسم صحي لكن هناك أنواع مختلفة من الدهون، الصحي منها و هو المتوفر في المكسرات والبذور و بعض الفواكه مثل الأفوكادو و يوجد كذلك النوع الضار و هي الدهون المشبعة والدهون المتحولة المتوفرة في مشتقات الحليب واللحوم والأطعمة المكررة

الكربوهيدرات المعقدة وبالسيطة

يوجد هناك نوعان من الكربوهيدرات النوع الأول وهو الكربوهيدرات المعقدة هذا النوع عالي الألياف و مفيد لجسم الإنسان وهو متوفر في الأرز البني والكينوا والخضروات والعدس والفول والفواكه والمكسرات على سبيل المثال. اما النوع الآخر، الكربوهيدرات البسيطة فهي متوفرة في الأطعمة المكررة مثل الدقيق الأبيض والحلويات والسكر المكرر والأرز الأبيض وغيرة من الأطعمة المصنعة وهذا النوع من الكربوهيدرات هو المتسبب في سوء فهم الكربوهيدرات واهميتها للجسم، فهذا النوع يخلو من الألياف كما تقل فيه العناصر الغذائية الضرورية فهو لا يشعرنا بالشبع ويزيد من شهيتنا للأكل.

حمية الپاليو او اتكنز // حميات عالية البروتين وقليلة الكربوهيدرات

اولاََ أود التنبيه على أن كمية اللحوم والبيض المستهلكة اليوم مستحيلة في زمن يصعب فيه صيد وتربية الحيوانات والطيور، كما يخلو من طرق الحفظ السليمة مثل التجميد، فكيف يتم استنتاج أنهم كانوا يتناولون قدر كبير من اللحوم والبروتين في ذلك الزمن؟

فكما ذكرت مسبقاََ عندما تم تحليل براز إنسان من العصر الحجري، اكدت الدراسات ان معظم الطعام الذي  كانوا يتناولونه اجدادنا كان طعام  نباتي صرف عالي بالألياف

فإن حمية الباليو تنصح الناس بالابتعاد عن الحبوب الكاملة والبقوليات! مع العلم بأن أكثر الشعوب صحة في العالم تعتمد على الحبوب الكاملة والبقوليات في غذائها

 اضرار حميات قليلة الكربوهيدرات

١. الدراسات القائمة على هذه الحميات تمت علي عدد قليل من الناس بمدة قصيرة وبدون مقارنة التغيير بمجموعة ثابتة

٢. غالبية هذه الدراسات تعمل على تقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة في الدراسة مما يؤدي الى فقدان الوزن وهذا يؤدي إلى نتائج أفضل

:٣. من الممكن لبعض الناس أن يلاحظ فوائد من هذه الحمية في المدى القصير لعدة أسباب منه 

أ. تقليل عدد السعرات الحرارية بشكل كبير مما يؤدي إلى فقدان الوزن في المدى القصير لكنه يتم استعادة الوزن المفقود إن لم يكن أكثر بعد فترة زمنية قليلة

ب. أثناء الحمية يتناول الناس نظام صحي أكثر مما كانوا عليه من قبل ويتجنبون الوجبات السريعة 

ج. يشعر البعض بتحسن بما انهم يتخلصون من مشتقات الحليب والأطعمة المكررة في غذائهم

د. عندما يتم تقليل كمية الكربوهيدرات فإن الجسم يدخل مرحلة الكيتوزيس فهي حالة مرض، لهذا يفقد البعض الشهية وتصدر من الجسم رائحة كريهة و رائحة فم سيئة. لأن الشخص يتناول قدر كبير من الدهون وكمية قليلة إلى العدم من الكربوهيدرات فهذا يسبب اضطرابات في الجسم و في هذه الحالة تُصلب الشرايين وتؤدي إلى أمراض القلب

      

٤. حمية الباليو جداََ مضرة بالصحة حيث انها عالية في الكولسترول الضار مما يؤدي إلى أمراض القلب، فإن جسم الإنسان ينتج جميع الكولسترول الذي يحتاجه وتناوله من الأطعمة الحيوانية (كما أنه لا يتوفر في الأطعمة النباتية) يؤدي إلى أمراض عدة

.٥.انه عالي في الأطعمة الحيوانية مما يؤدي إلى التهاب المفاصل وتصلب الشرايين وزيادة الدهون الثلاثية في مجرى الدم مما يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني

٦. حمية الباليو تحرص على عدم زيادة معدل سكر الدم وهم يعتقدون بأن الكربوهيدرات هي التي تزيد معدل السكر في الدم لكن الأمر عكس ذلك فإن الدراسات تثبت أن اللحوم والأسماك تزيد سكر الدم بشكل أكبر بكثير من الأطعمة النباتية بما فيها صحن كبير من المعكرونة البيضاء وهذا ناتج من زيادة الدهون في مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بشكل سريع مما يؤدي إلى الشعور بالجوع بشكل سريع

.٧. حمية الباليو مضرة جداََ لجسم الإنسان لدرجة أنها تمحو فوائد ممارسة الرياضة

وأخيرا اُود التنبيه أنه عندما توفى الدكتور أتكينز القديم كان يعاني من زيادة الوزن. ووفقا للتقرير الطبي، فإنه عانى من النوبات القلبية، وفشل القلب الاحتقاني وارتفاع ضغط الدم

هل البروتين مهم في الحمية؟

"منظمة الصحة العالمية توصي بأن يحصل الرجال والنساء والأطفال على خمسة في المئة من سعراتها الحرارية من البروتين ، كما توصي المنظمة بأن تحصل النساء الحوامل على ستة في المئة فقط"

(توصيات منظمة الصحة العالمية (مع هامش أمان واسع

الرجال والنساء: ٥٪ من السعرات الحرارية من البروتين

الحوامل: ٦٪ من السعرات الحرارية من البروتين

 

الحقيقة أن البشر يستهلكون من (٦ إلى ١٠) أضعاف حاجته من البروتين. تلك الزيادة في البروتين تؤدي إلى إجهاد الكبد والكلى، مما يتسبب في تضخم وإصابة هذه الأجهزة، إن زيادة استهلاك البروتين تجعل الكليتين تسحبان كميات كبيرة من الكالسيوم من الجسم، مما يتسبب في إضعاف العظام وتكوين الحصى في الكليتين

استهلاك كميات مرتفعة من البروتين الحيواني قد يسبب في تلف الكلى ومشاكل في الكبد وحصى الكلى وتكوين بيئة حمضية في الجسم مما يؤدي إلى استخراج الكالسيوم من العظام لإعادة الجسم إلى حالته القلوية مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام. بالإضافة إلى أن تناول البروتين الحيواني يعطي الشعور بالخمول

فللأسف الكثير يعتقد بأنه يحتاج إلى كميات عالية من البروتين لبناء العضلات والتخلص من الدهون في الجسم ولكن هناك الكثير من الرياضيين النباتيين الذين يثبتون عكس ذلك! فقد حطموا ارقام قياسية في مختلف السباقات الرياضية وهذه بعض الأمثلة

 

 

النظام النباتي يحمي الجسم من السرطان

الدكتور كامبل ثبت في دراسة أجراها دامت ٢٠ سنة في الصين أن البروتين الحيواني يسبب نمو السرطان في الجسم. ففي الشعوب التقليدية الصينية التي تنقص فيها الأغذية الحيوانية وتقل حالات السرطان التي تعاني منها الشعوب التي تكثر من تناول هذه الأطعمة الحيوانية بما فيها اللحوم ومشتقات الحليب والبيض٫ ففي دراسته في الفلبين ايضاََ استنتج نفس النتيجة بالإضافة إلى التجارب التي اجراها التي تثبت أن بروتين الكازين المتوفر في مشتقات الحليب يسبب في نمو الخلايا السرطانية وتجعل الجسم يصدر المزيد من هرمون اي-چي-اف-١ وهو هرمون نمو يسبب في نمو الخلايا السرطانية

"النباتات فقط هي التي تحتوي على مواد قوية تسمى المواد الكيميائية النباتية، التي يعكف العلماء حاليا على اكتشافها من أجل حمايتنا من السرطان وأمراض القلب ومجموعة من الأمراض الخطيرة الأخرى"

الأغذية الحيوانية توفر بيئة تساعد على نمو الخلايا السرطانية بالعكس من الأغذية النباتية التي تقاوم السرطان وتحمي الجسم من الأمراض وتقوي المناعة بما أنها غنية بمواد الأكسدة والفيتامينات والمعادن، الكثير منا يقلق من نقص الفيتامينات والمعادن والبروتين عند الانتقال إلى نظام نباتي صرف = فيجن. لكن في الحقيقة الأغذية الحيوانية هي التي ينقصها قدر كبير من الفيتامينات والمعادن مثل البيتاكاروتين وفيتامين سي وغيرها

الأطعمة النباتية توفر الكمية المثالية للبروتين لجسم الإنسان فهي تحتوي على نسبة من البروتين قريبة من نسبة البروتين المتوفرة في حليب الأم. بالإضافة أن جميع أحماض الأمينو متوفرة في الأطعمة النباتية في نسب مختلفة ولا يوجد داعي إلى دمج كميات مختلفة من البروتينات للحصول على “بروتين كامل” من مصادر نباتية كما هي البدعة المتعارفة، فإن جسم الإنسان يحصل على جميع أحماض الأمينو التي يحتاجها ويستطيع على أن يجمعها من غير أن يأكلها في نفس الوجبة

النظام النباتي الصرف (الفيجن) ليس حمية أخرى في عالم تخسيس الوزن والرياضة٬ فهو أسلوب حياة قد يغير حياتك ونظرتك إلى الطعام بطريقة أخرى٫ فقد تكتشف أن الغذاء الصحي لذيذ ومشبع، وبعد فترة قد لا تتقبل الطعام الحيواني و المقلي وغيره من الأطعمة الضارة بالصحة الإنسان والبيئة ككل. لمعرفة المزيد عن النظام النباتي الصرف وفوائده وكيفية التغيير إلى هذا النظام بسلاسة اضغط هنا